التصنيفات
الحياة عام

IQ80

اختياري للأسم مستوحى من كتاب IQ84 للكاتب الياباني هاروكي موراكامي والذي من خلال قصته التى تتكون من ثلاثة أجزاء توصل الي أن اللا زمان هو زمان في حد ذاته، أنه البقعة التى يوجد فيها مجمل أفكارنا وتصوراتنا للواقع الذي نعيشه وهي بدورها قد تكون محض تخيل لا تلامس الحقيقة ولكنها في نفس الوقت قد تكون مجرد انعكاسات لما نتلمسه من أحداث وأفعال وأقوال، بقعة قد لا تكون موجودة في الاطار الزمني ولكنها موجودة في ذواتنا وتتشكل كل دقيقة ويوم بتشكل أرواحنا. ومن هنا أرتأيت أن هذه المدونة قد تمثل تصوري للا زمان الذي أعيش به.

ولدت في حقبة الثمانينات، ومن هنا بدأ استشعاري لكل ماهو حولي. استشعرت كيف هي قيمة الألعاب الملموسة مثل لعبة “التيلة” المفضلة لي لاني وعكس قريناتي كنت أتقن التصويب لم أكن قناصة الفريج ولكني كنت أعرف كيف أصيب الصبية أقراني وألوذ بالفرار قبل أن يصيبوني. استشعرت قيمة القصص المصورة مثل ماجد وميكي، عرفت مع الأوراق مالم يقله لي أهلي، أدركت أن هنالك ملايين الألوان من العملات الورقية و المعدنية، كنت أتشارك مع أخي هوس تجميع العملات بالرغم من أني لم أكن سوى فتاة صغيرة تتفرج بحب على شغف أخيها لشى لم تفهم قيمته أنذاك.

عاصرت بعدها المسلسلات الكرتونية بداية تسعينيات القرن الماضي، كانت تعرض الرسوم المتحركة للأطفال مرتان في اليوم الأول بعد بداية البث قرابة الساعة ٩ صباحاً والثانية بعد بريك الظهر ( هل كنتم تعلمون أن خلال بداية التلفاز كانت المحطات تتوقف فترة الظهيرة وتعرض اشارة توقف البث من الواحدة الي الثالثة عصراً ) وكأن في العالم ترفية آخر نحظي به غير ترفية التلفاز خلال فترة الظهيرة. الفترة الثانية كانت المفضلة لي ولاخوتي كنا نتجمع بحب أمام الشاشة ننتظر عرض ( غرينديزر ) وبآحدى يدينا قطعة شوكولاة واليد الثاني عصير من أي نوع كان، وذلك لأننا في كل يوم نمنح مصروفان من أبي الأول للمدرسة والثاني فترة العصر لنجلب ما نريده من الدكان الذي يقع بجانب البيت.

ومن بعدها بدأت طفرة التكنولوجيا بالهواتف والحواسيب المكتبية والمحمولة، تماشيت مع الطفرة بالرغم من انشغالي انذاك بالجامعة إلا أنني عشقت كل تفاصيل هذه الطفرة احببت الحواسيب وسرعتها الفائقة في جلب المعلومة وتنفيذ البحث الذي كان قبل تلك الفترة يتطلب ساعات من القراءة والاسترجاع للحصول على النتيجة. وُجد قوقل وياهو لتسهيل كل العمليات الذهنية والمكتبية المضنية التى كنا نقوم بها كطلاب أو شخص متطلع يحب أن يعرف أكثر عن أي موضوع بسيط فأنا بطبعي أحب البحث وافرح حين أجد موضوع جديد يحتاج الي بحث وتقصي، وكأنه عمل جديد يحتاج الي تنفيذ.

في كل هذا العقود التى مررت بها، كنت استشعر الوقت في حينه لم يكن لي بٌعد آخر أو زمان آخر أعيش فيه. كنت أعيش اللحظة الذاتية بشرط أن أكون أنا محور هذا الكون، الأمور المختلفة من عائلة و وظيفة و أصدقاء كانوا مجرد كواكب تسير في مجموعتي الشمسية. حين أتوقف يتوقف كل شيء لا شي مهم بقدر أهميتي. ومن ثم جاءت الأعوام اللاحقة للعقد الذي نعيش فيه الأن من عام ٢٠١٠ – ٢٠١٩ كانت الاكتشاف الحقيقي للكون من حولي، قد يبدو هذا الأمر متأخر ولكنه للأسف حقيقة لم أعيها الا حين شارف هذا العقد على نهايته. عرفت كيف يمكن للدنيا أن تكون مكونة من مسارات مختلفة لابد من الالتفات لها وتقييمها وتحليلها بشكل مباشر وغير مباشر وتضمينها كجزء اساسي في المجموعة الشمسية التى أنا جزء فيها فقط، لم تعد مجموعتي ولم تعد ملكي لاسيرها، الأمور تسير باتساق محدد بي ومن دوني، هذا العقد هو الصحوة الذاتية لي ولفكري.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.