التصنيفات
الحياة عام

التركيبة الكاملة للفرد

أن التركيبة الكاملة للفرد لا تنفكك أن تكون مقسمة الي عدة أوجه، أن نفس الأشخاص الذين نقابلهم في المتجر، الشارع، محطة القطار، المقهى .. وغيرها من الصدف أو الأماكن ماهم الا تركيبة متعددة الأشكال. هو المدير المتسلط على الموظفين الادنى منه، هو الشخص المسالم في حضرة والديه، هو الابن المطيع والأب المتفاني، الأخت المثلى و الزوجة المطيعة، الأم الشديدة القسوة على أطفالها صباحاً ونفس الأم الحنونة قبيل النوم. هم أوجه متعددة لنفس الشخص يختلفوم بإختلاف الأماكن و أختلاف الأدوار الذي عليهم تأديتها في مشهد الحياة.

أن من يقول أن بعض البشر له أكثر من وجه، أستطيع بسهولة أن أفند حجته بالقول أن نفس الشخص يختلف حين يكون في حضرة والديه أو حين يكون في حضرة من هم أدني منه مرتبة في التسلسل الاجتماعي أو العائلي. ولكنني في نفس الوقت أستطيع بسهولة أن أوكد على هذه المقولة بأنه بالفعل البعض يكون له العديد من الأوجه أمام نفس الشخص و نفس الموقف أو المشهد (أن صح لنا الوصف بطريقة هوليودية). وهنا يكمن الأختلاف أن الشخص بطبيعتها يحاول أن يضع نفسه فوق الموقف، أن يستخدم جميع السبل الممكنة للنجاح والغريب في هذا الأمر أن النجاح قد يكون لحظي، لا يتجاوز جزء من الثانية.

هنالك متغيرات يعد تبنيها أمر مسموح به اخلاقياً، كتغير أسلوب التعامل والحديث لخدمة مصلحتك ولكن الأمر الذي لم أجد له تبرير هو كيف يمكن لشخص واحد أن يجمع في ذاته كل هذه المتغيرات وفي نفس الوقت يستيقظ كل يوم بنفس الوجه. كيف لأحدهم أن يطوع الأحاديث والمواقف والأشخاص لخدمة مصلحته. قد أكون مخطئ حين أقول بأنه هذا الشخص ليس لديه أخلاق وقد تكون اخلاقه هي العرف الذي يُسير هذا الكون.

يقال في العلم أن الأنسان حين يبدل الأبواب تصيب الذاكرة لديه نوع من الاختلال قد لا يتذكر بعدها ماهو سبب قدومه أو انتقاله من مكان الي مكان. وهو ما يسمى بـ “تأثير المدخل”. ويعد هذا الأمر دليل علي قدرة الذاكرة البشرية على التبدل لتتلائم مع البيئة الجديدة بها. لذا يجب أن نلتمس العذر لمن تصيبه البيئات الخارجية بتأثير المدخل. فنحن في النهاية جزء من الكينونة ومن حقننا أن نتأثر كما نؤثر. ولكن الأمر الذي لا يمكن أن نتجاوزه أن تختلف معايير الأخلاق والوعود بين اليوم وغداً وما بعده.

قد أجد لك مئات التبريرات وأستطيع أن أصدق الأمير خالد الفيصل حين قال :
“قالت مـن انت وقلت مجمـوعة انـسـان من كل ضـد و ضـد تـلقـيـن فـينـي”

ولكن السؤال الذي لا زال يؤرق مرقدي هل كنت ساذجاً حين صدقت وعودك بالأبدية.!


اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.