التصنيفات
الحياة

الواقع بين الحقيقة والخيال

قد يمضي البعض سنة أو خمس سنوات في تخيل أمر ووضع السيناريوهات التى من الممكن أن يكون عليها وأغلب تلك التخيلات تحمل مقتطفات سعيدة وذلك نابع من رغبة الفرد الي أن تكون له نهاية سعيدة أن يكون هنالك نور في نهاية النفق، أن يكون الوضع على الضفة الآخرى أكثر سعادة واستقرار من الوضع الحالي. لذا نجد الأغلب يردد كلمة القادم أجمل، أو غدا تتعدل الأمور. لأن الأنسان بطبيعته متفائل وهذه الصفة تساعده على تجاوز العقبات

أحد القصص التى أثرت فيني بنفس السياق هي قصة رواية ( غاتسبي العظيم ) والتى تصور لنا من خلال الأحداث الهوس الذي أصاب غاتسبي قبيل لقائه حبيبته دايزي التى أبتعد عنها ما يزيد عن خمس سنوات، كان خلالها يحلم كل يوم بالطريقة التى سيتقابلان، بالشوق الذي سيرمي بها في أحضانه، إلا أن الواقع كان أقل كثيراً من خياله. وأقتبس هنا كلمات الكاتب في وصف هذه اللحظة: ” لا ريب في أن لحظات قد مرت حتى خلال بعد الظهيرة ذلك اليوم سقطت خلالها ديزي من أحلامه – ليس بسبب خطأ ارتبكته بل بسبب الحيوية الهائلة لوهمه … لا يمكن لأى مقدار من النار أو النظارة أن يتحدى مما يستطيع الإنسان أن يخزنه في قلبه الغامض” .

أيعقل أن يكون الإنسان أخطر عدو لنفسه، وهذا ما نراه في أكثر من موقف ورواية أو قصة، أن الشرور التى قد يلحقها بك الآخرين لا يمكن أن تكون بمقدار السوء و الضرر من تلك التي قد تلحقها بذاتك، وقد نرى هذا الأمر من خلال عدة أوجه منها حين نتخلف عن الدراسة ظناً أننا بذلك نكسب ساعات من المرح والواقع أننا نضر بمستقبلنا القادم قبل أن يبدأ، كأن نضع كامل ثقتنا في شخص أو مشروع معين دون أن تكون لدينا خطة بديلة، مما قد يتسبب في إنهيار لرصيدنا المالي و ثقتنا في قدراتنا. حين نصادق أولئك الذين خذلونا مراراً ومراراً بدافع الطيبة و أن “الدنيا ما تستاهل” إلا أننا نحن لا نستحق أن نعامل بهذا القدر من الدونية لأي سبب كان. والأمثلة كثيرة من هذا النوع.

من خلال تجربتي أكتشفت أن الجميع في حالة ذهان ذاتي ، الجميع يحاول الوصول الي هدف معين وفق إطاره الزمني الخاص، ومن خلال سعيهم لا أحد يكترث أو قد يكترث ببوصلتك الزمنية أو طموحاتك، أو حتي خيالك. كلن يسير وفق مسار محدد كأن يصل الي حالة اجتماعية، وظيفية، نفسية أفضل.. سمها ما شئت كلن يود أن يصل الي وجهه أفضل. لا يوجد من تستطيع أن تطلب منه التوقف بجانبك والأخذ بيدك. الجميع في مرحلة انتقالية من حال الي حال، لذا نجد أن الاسهاب في الخيال أو أي فعل لا يمكن أن يعود عليك بالمنفعة.

تعلم ترك الأمور لخالقها فهو الأحق بتولي الخلق

!ولا تعول كثيراً على الأمر

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.