“أن هذا الكون ماهو إلا تكرار للدوائر نفسها”
لا يمكن تجاهل فكرة أن الأحداث ماهي الإ تكرار لما يحدث كل يوم مع اختلاف بسيط في الشعور، فلو أخذنا يوماً اعتيادياً من خريف أو ربيع سنجد أنه يبدأ بالشروق ومن ثم اليقضة والأستعداد للذهاب للمدرسة أو العمل وبعدها الشعور بالملل من الروتين أو الاثارة من الأحداث التي قد تواجهها. ومن ثم ينتصف اليوم بالغروب وانتهاء لحظات الصحوه لندخل في مرحلة استخدام اقل مستوى من الطاقة عبر اختيار مكان للقاء صديق حميم ، أو البقاء في المنزل وانتظاراليوم الجديد بتاريخه لا صفاته.
بعد أن تقضى فترات العشرين والثلاثين تصل لمرحلة معها قد يكلفك الشعور بالطمائنينة كل ماتملك من معارف وأصدقاء ، ذاك أنه الشعور الوحيد الذي يمكنه أن ينقلك الي اليوم التالي بدون رواسب. فبدون هذا الشعور نبقى رحالة في الزمان نحمل مع كل يوم جديد رواسب الأيام السابقة. ولا يوجد أقسى من شعور أن كتفاك تحمل ما لا تطيق من رواسب الأيام التي مرت بك وفشلت في تجاوزها.
وقد قال سيوران في هذا السياق : ” أن تنهض من النوم، أن تغتسل، ثم أن تنتظر تنويعاً ما على الكآبة أو على الرعب.
أفرط في الكون كله وفي كّل شكسبير، مقابل نتفةٍ من الطمأنينة. “
ففي مرحلة ما كانت الطمائنينة كتف صديق، أحاديث لا تنتهي عن يومك مع شخص قريب، سلام من بعيد على بائع القهوة المتجول قبل دخولك لمكتبك أو حصتك الدراسية. عودة من الخارج لتجد أمك في انتظارك. تتباين هذه المراحل وتتباين معها احاسيسنا ونتفق على أن “الشعور الأسمي الذي يبحث عنه كل منا هو “أن نشعر بالطمأنينة.