التصنيفات
الحياة

نقطة اللاعودة

لكل منا قدرة على تحمل المتغيرات، تقبل الأمور بشكلها اللا معهود. وهو أمر يعتمد على القدرة البشرية في تقبل الآخرين بسذاجتهم و أختلاف تفكيرهم. فنحن منذ الصغر نتعلم تقبل الأطفال الآخرين من ابناء العمومة وبنات الخال بصفاتهم المختلفة عن ما تعلمناه من تربية. تعلمنا أن الكذب قد يأتي بعده طرق كنصيحة مبطنة ، وأن بعض القصص تقال لنا كجزء من أجندة خاصة وغريبة ليس لها أي تفسير سوى العبث. وأن الآخريين قد لا يكونون مرآة لما نحن عليه، بل مجرد إنعكاس لما تخفيه صدورهم.

ومهما اختلفت قدرتنا على تحمل المتغيرات، إلا أن هنالك دائماً نقطة يصعب العودة من بعدها في جميع العلاقات البشرية. لا يهم ما يحدث بعد تلك النقطة من إعتذار أو إعادة كسب الثقة. يسميها البعض القشة التي قصمت ظهر البعير، و أسميها نقطة اللاعودة التي مهما يحدث من بعدها من هدر لكلمات الإعتذار أو بذل الجهد لاعادة كسب الثقة. لابد لنا من إدراك أن الصديق حين يقوم بفعل بشع في حق الطرف الآخر لا يمكن تسمية هذا الفعل أمر عارض، أو فعل نادر، أن الأفعال التي تصدر من الأشخاص هي نتاج أفكار متشابكة في نقاط الوعي واللاوعي في العقل وكلاهما لا يمكن لهما أن ينتجا أمور عرضية. بل ما ينتج عنهما هو تصرفات متكررة. أن التكرار هو الأمان الوحيد للعقل البشري ولا يمكنه أن يستمر في خلق صفات وتصرفات مختلفة لكل فعل. لذا حين يقع بينك وبين صديقك أو أخيك خلاف ما تذكر أن استجابته لهذه الواقعة هي انعكاس لطبيعته ولا يمكن أن يصدر منه أمر مخالف لطبيعته مهما حاول أو أجتهد. أن جميع الأمور لابد أن تعود لنصابها في يوم ما. عاجلاً أو أجلاً.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.