اتسم العام الذي نعيش فيه والذي يطلق عليه عام الكورونا بعدد من الأمور قد يكون أبرزها العشوائية في اتخاذ القرارات وهو أمر طبيعي نظراً لصعوبة إدارة عدد من المتغيرات خلال فترة زمنية قصيرة.
إلا أن سحابة العشوائية غيمت على المجال الاقتصادي، والصحي والسياسية كما أنها نالت ما نالت من الجانب الاجتماعي الذي تأثر بجوانب عدة منها الخوف والرهاب بالاضافة الي ضيق الأفق. فكثرت الزواجات خلال هذه الفترة مما يعيدنا الي الزمن ما قبل الطفرة الاقتصادية في قطر. وهذا أمر طبيعي فحين تتوقف الأعمال والمصالح الاقتصادية تبرز في الافق المصالح الاجتماعية وأهمية تفعيلها. فنحن وجدنا على هذه الأرض لإعمارها من خلال التزاوج و زيادة الكثافة السكانية بالاضافة التي توفير طفرة عمرانية اقتصادية تتماشي مع هذا الاعمار.
كما برز بكثافة الدور الهامشي للعشوائيين الذين وجدوا منها فرصة لممارسة حياتهم بشكلها الفعلي دون الشعور بالذنب أو التوبيخ، فنجدهم يقدمون النصائح للآخرين نظراً للخبرة الكبيرة التي يتمتعون بها في هذا المجال. إلا أن الخراب قد يلحق بالمدينة لو تصدر هؤلاء الساحة.
فالشخص العشوائي لا يمكن تقبله كقائد مهما اتسم دوره بالأهمية، نحن لا نبحث عن نصائح وقتيه بل عن شخص يكون قدوه في كافة ممارساته الاجتماعية والحياتية. أن عشوائية التصرفات يترتب عليها أثر كبير في نوع الممارسة. لا يمكن لشخص غير منظم في حياته، شخص لا يعرف قيمة الوقت أن نجعله رب أسرة أو حتى مدير لمجموعة واتسبيه.
لقد وحدت الكورونا من الشكل الخارجي للجميع فالجميع أصبح يرتدي كماماً ويستمر على الأخذ بعين الاعتبار الاجراءات الاحترازية، إلا أنه لا يمكن للجميع أن يكونون سواسية فالعشوائية قد تصيب الجميع لفترة معينة لكن من بعد ذلك تعود الأمور كلها لنصابها. فيعود المستهتر الي آخر القائمة ويبقى المميز مميزاً في المقدمة.
