هل يستحق

هل يستحق الحب كل هذا الافتنان الذي نراه من حولنا ، مجلدات من القصائد، كتب، أفلام، أغاني، هوس لا يشابهه أي هوس. أن النظرة الأولية للحب تبدو لنا بأنه وكانه قصة خيالية، أمر نسمع به ولا نراه كا الأمير الذي يأتي و ينقذ الأميرة النائمة بقبلة. كالحورية التي تتحول الي انسان من أجل أن تنال رضى حبيبها. كقصة حب قيس و ليلى والجنون الذي أصاب الحبيب بعد أن رفض مراراً وتكراراً.

أعتقد أن السبب الذي يجعل الحب بهذه المنزله هو أنه لا يمكننا أن نجد النشوة التي تصاحبه في أي تفاصيل آخرى، أن كافة الأمور ما عاداه تبدو بدائية باهته و اعتيادية. فالحب ما أن يدخل قلب أحدهم يبدأ بالسيطرة الكلية على التصرفات والأقوال، تجد نفسك في كثير من الأحيان في حالة خضوع لأوامر قد تبدو بلا معنى أو اتساق مع الطبيعة. إلا أنك تلبيها كلها لانه الفعل الوحيد الصواب الذي تشعر به في تلك اللحظة. 

أن الأمر الغريب الذي قد تستشعره بعد أن يلامس قلبك هذا الشعور هو أن كافة اللحظات التي عشتها قبل هذه اللحظة ليس لها وزن وكأنها شبيهه بما قالته أم كلثوم :” اللي شفته قبل ما تشوفك عينيا، عمر ضايع يحسبوه ازاي عليا”. يأتيك هذه الشعور من جميع الزوايا ، فهو في نسمات الصباح، في لحظات الاستيقاظ الأولي، في كوب القهوة في الروائح وكأنك تستنشقها لأول مرة. أنه أمر ينقلك الي سابع سماء في لحظات وقد تعود للأرض تمشي في مرح أو ترتطم بالقاع لا سمح الله. 

اضافة الي هذا الشعور الجميل الذي ستحمله في قلبك فأن نظرتك للحياة ستتلون بلون وردي جميل لم يسبق لك أن استشعرته. وكأن الحياة بالاضافة الي اللون الأخضر الذي يغطي الشوارع واللون الازرق الذي يملأ السماء فهنالك لون وردي يأتيك كطبقة فوق هذه الألوان وكأنه الفلتر الذي يضعه بعضنا علي بعض الصور لتجميلها ولكن هذا اللون لا نضعه بل هو يأتي مع لحظات الحب بشكل تلقائي.

قد نقول بأن الحب يعد أحد أكثر الأمور فراده وتميزاً وهو شعور لم يتغير ولم ينضب على مر العصور فالعشاق هو نفسه الذي عاش في زمن قيس أو الذي عاش في زمن الملكة فكتوريا.