التصنيفات
الحياة عام

الأب و التعليم

لن تجد نعمة الحب غير المشروط إلا في حدود العائلة من أم وأب وأخ وأخت هولاء هم عماد أي انسان في هذه الحياة، هم من تستطيع أن تلجاء لهم فتجدهم في انتظارك ، هم من يعبروا لك بالأفعال والأقوال. أكتب هذا المقال بعد أن قرأت خبر عن منح لقب البطل الخارق على أبافغاني كان يذهب بابنته كل يوم مسافة ١١ كيلو بالدراجة وذلك لتتلقى التعليم في أحد المدارس، بالإضافة إلى انتظارها يومياً مدة ٤ ساعات قبل أن يعود بها للبيت. 

وهو أمر لم أجده جديداً أو مستغرباً فأنا كوني فتاة قطرية من عائلة متمسكة بالدين والعادات والتقاليد منحت هذا النوع من التفاني والحب من جانب جميع أفراد عائلتي وقد برز هذا الحب في مجال التعليم نظراً لكونه مجال هام في حياة الفرد فوجدتهم بجانبي طوال سنوات دراستي فقد اصطحبني أبي بسيارته خلال رحلتي التعليمية من أول ابتدائي الي ختام المرحلة الثانوية.. ومن ثم جاء الدور على أمي لكي أستكمل معها الرحلة خلال الفترة الجامعية نظراً لكون دخول الامهات في مناطق الانتظار أسهل فقد خصصت جامعة قطر مناطق للانتظارمكيفة ومجهزة خلال الفترة التى درست فيها وهي بداية الألفية كانت تلك الصالات تضج بعدد من الأمهات الذين يقضون الوقت في تبادل الأحاديث أو قراءة القرآن. 

و أنني أحمد الله على كوني كبرت في ظل مثل هذه العائلة التي نقلتي من حياة الي حياة آخرى دون كلمة امتنان واحدة، ويؤسفني ما أراه الآن من الأجيال الحديثة وطريقة استغلالهم للحظات لهذه اللحظات، أن التعليم أحد ركائز الحياة التي نحياها وهو يعد أداه هامة نستطيع من خلالها تقويم السلوكيات المختلفة والمختلة التي قد تطرأ على الأسرة خلال نموها. فمثلاً خلال رحلة الصباح للمدرسة يتمكن الوالدين من الالتقاء بأبنائهم على طاولة الإفطار لتبادل الأحاديث والنصائح السريعة، ومن ثم تأتي رحلة الطريق الذي يمتد من ١٥ دقيقة الي نصف ساعة في بعض الأيام وهو وقت يستطيع من خلاله الاباء تقويم السلوكيات ونقل معارفهم لابنائهم ، وهذا الأمر نجده سهل التكرار في رحلة العودة من المدرسة وخلال جلسة الغداء.أن رحلة واحدة من ذهاب أو إياب خلال اليوم أو اليومين كفيلة بتقريب أواصرالمودة بين أفراد العائلة ، المشاغل لا تتوقف أو تقل لكن هذه اللحظات إن مضت دون استغلال سيندم الوالدين على التفريط بها. 

وأنني أرى تقصيراً من الجيل الجديد من الاباء لا نعلم له سبباً وقد نعوله الي كبر الفجوة التكنولوجية والثقافية بين الاباء والابناء. لكن يبقى الحب الغير مشروط الذي يوليه الاباء لابنائهم أمر لا يمكن التشكيك به. وأتمنى أن لا يتم اللجوء للفكر الجندري الذي يطمح اللي تهميش الدور الأبوي وجعله في اطار سلبي خارج الدور الأسري المنوط به. فالأب هو الأمن والأمان الحماية والاستقرار وبدونه لا يمكن للأسرة أوالمجتمع أن يكون مستقراً متماسكاً.

أشهر ما قيل عن الأب : 

أب واحد خير من عشرة مربين (جان جاك روسو). 

لا يغفو قلب الأب، إلا بعد أن تغفو جميع القلوب (ريشيليو).

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.