أن الفصول التي نمر بها في حياتنا كثيرة قد تتجاوز ارتباط أو موقف بعينه. لذا ما الذي يجذبنا للعودة ادراجنا لذكرى حدث معين في حياتنا، هل هو الشوق للشخص أم للحظة أم للمكان؟ أم هو شوق لذواتنا في تلك اللحظة بعينها. تتفاوت مشاعري مع العديد من الذكريات لكن الشوق الذي يأتيني يكون على مستويان. الأول الشوق السعيد للحظة بعينها وهذا دائم ما يكون مرتبط بمناسبات عائلية كرحلة الي مكان ما، تكون مشاعري مرتبطة باللحظة السعيدة والرغبة في ارجاعها. كما منها سنوات دراسة معينة كالمرحلة الجامعية أو الثانوية. بالاضافة الي بعض المراحل في حياتي العملية.
أم الشكل الثاني من الشوق فيكون متضارب وهو ما يستدعيني كثيراً للتساؤل عن حقيقة هذا الشوق هل هو للشخص أم للذكرى، ولكني في قراره ذاتي أعلم بأني أشتاق للشخص ولكن ليس بعد المتغيرات التي طرأت عليه، بل لما كان عليه من صدق وتفاني في يوم ما. للنسخة السابقة والتي عرفتها في حقبة معينة ومهما تكررت المواقف إلا أن ذات الشخص الذي يتحدث معي لم تعد موجودة تلك الذات التي جمعتنا معاً في يوم من الأيام وجعلت أيامنا من كثر قربنا تتشابه. فتتكرر المشاهد ذاتها في صفحتي الالكتروني وصفحة تلك الصديقة. ولكن أصبحت الأيام تمضي لاجد بأنه لم يعد هنالك أمر واحد يجمعنا بعد مرور عقد من العمر في هذه الصداقة أصبحت دروبنا مختلفة. لم نعد نلتقى في الواقع فكيف لنا أن نلتقي في الصفحات الالكترونية.
وقد يعود السبب خلف هذا الشعور الي أنني لا زلت لم أتجاوز ! لم أتجاوز هذا الشق الذي حدث في ارتباطنا الوثيق. الشق الذي شرخني الي نصفين في يوم من الأيام للدرجة التي لم يمكنني منها من إرجاع الثقة الي هذه الصداقة. مما خلف من بعده جفاء تمكن منا لنصبح شخصان بدل من أن نكون شخص واحد. حاولت ويعلم الله أني حاولت وبذلت كل ما استطيع لأن تكون هذه الفجوة أقل اثراً ولكنني أعترف بأنها تمكنت منا بعد ارتباطنا الوثيق والذي استمر لأعوام كثيرة.
نحاول أن نتمسك بالشخص لا اللحظة، فاللحظة تتكرر لكن تلك الروح التي عرفناها في يوم من الأيام في شخص بعينه لا يمكنها أن تتكرر أو يعاد استكشفاها. أنها أمور شبيهه بخبر يصلك عن أحدهم أنه فارق الحياة، الفرق في الموقفان أن الأخير يأتيك مفاجئاً ولا مجال لتغييره، أما تغير روح شخص ما لا تأتتي مفاجئة بل بالتدريج لكنها بعد أن تصل لمرحلة بعينها لا تعود ولا يمكن لمحاولة الانعاش المتكررة أن تنقذ روحاً قررت الرحيل عن المكان والأشخاص.